نبذة عن الكتاب : كتاب عظيم في فضل الجهاد والمجاهدين ألفه الإمام أبو زكريا أحمد بن إبراهيم بن محمد الدمشقي ثم الدمياطي المشهور بابن النحاس (المتوفى سنة 814 ﻫ)
يقول رحمه الله تعالى في سبب تأليف الكتاب: ولما رأيت الجهاد في هذا الزمان قد درست آثاره فلا ترى، وطمست أنواره بين الورى، وأعتم ليله بعد أن كان مقمرا، وأظلم نهاره بعد أن كان نيرا، وذوى غصنه بعد أن كان مورقا، وانطفأ حسنه بعد أن كان مشرقا، وقفلت أبوابه فلا تطرق، وأهملت أسبابه فلا ترمق، وصفنت خيوله فلا تركض، وصمتت طبوله فلا تنبض، وربضت أسوده فلا تنهض، وامتدت أيدي الكفرة الأذلاء إلى المسلمين فلا تقبض، وأغمدت السيوف من أعداء الدين، إخلاداً إلى حضيض الدعة والأمان، وخرس لسان النفير إليهم فصاح نفيرهم في أهل الإيمان، وآمت عروس الشهادة إذ عدمت الخاطبين، وأهمل الناس الجهاد كأنهم ليسوا به مخاطبين، فلا نجد إلا من طوى بساط نشاطه عنه أو اثّاقل إلى نعيم الدنيا الزائل رغبة منه، أو تركه جزعاً من القتل وهلعا، أو أعرض عنه شحاً على الإنفاق وطمعا، أو جهل ما فيه من الثواب الجزيل، أو رضي بالحياة الدنيا من الآخرة، وما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل.
أحببت أن أوقظ الهمم الرُّقَّد، وأنهض العزم المقعد، وألين الأسرار الجامدة، وأبين الأنوار الخامدة، بمؤلف أجمعه في فضل أنواع الجهاد والحض عليه وما أعد الله لأهله من جزيل الثواب عنده وجميل المآب لديه، وما ادخر لعباده المرابطين والشهداء، وما وعدهم به من الكرامة في جنته دار السعداء.
فاستخرت الله سبحانه وألقيت إليه مقاليد الإذعان، وبرأت إليه من الحول والقوة وما يعتري الإنسان من النسيان.
مع أن فهمي قاصر وباعي قصير، وعزمي متقاصر وجناحي كسير، وهمي متكاثر وشغلي كثير، وعجزي ظاهر ومالي ظهير، لكن الرب سبحانه عند القلوب المنكسرة وإذا رجاه المقصر ستر وصمه وجبره، وهو حسبي وكفى.
وسميته: ”مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق، ومثير الغرام إلى دار السلام“.
وقد عاش الإمام الجهاد حالة واقعة في حياته، حيث نشأ في دمشق نشأة جهادية، ومارس الجهاد فيها عملياَ، ولما انتقل إلى مصر وأقام في دمياط حو الي عشر سنوات، جاهد فيها جهادا صادقا عملياً، وكان يقود أهل دمياط وما حولها في جهاد الصليبيين، وصد غاراتهم وختم الله حياته الجهادية بالقتل على يدي العدو، وقتل في معركة "الطينة" قرب دمياط سنه : ٨١٤ ه.
بطاقة الكتاب:
العنوان: مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق ومثير الغرام إلى دار السلام (في الجهاد وفضائله) المؤلف: أبي زكريا أحمد بن ابراهيم بن محمد الدمشقي ثم الدمياطي المشهور بابن النحاس تقديم: د. عبدالعزيز بن عبدالله الحميدي تحقيق ودراسة: إدريس محمد علي ومحمد خالد إسطنبولي الناشر: دار البشائر الإسلامية الطبعة: الثالثة - 1423هـ / 2002 م عدد الصفحات: 1240 / مفهرس الحجم: 20 ميغابايت
كتاب غني عن التعريف طبعاً ، ألفه الديكتاتور الألماني الأشهر فى تاريخ البشرية ” أدولف هتلر ” وهو في السجن ، ونُشر فى العامين 1925 و 1926 .. وهو عبارة عن خليط مجنون من خطط هتلر الطموحة ، وسياساته التوسعية ونظراته السياسية ، فضلاً عن سيرته الذاتية..
الكتاب كان عنوانه الأصلى الذي اختاره هتلر له هو : ” أربع سنوات ونصف من الكفاح ضد الأكاذيب والغباء والجبن “ ، إلا أن الناشر اقترح عليه تسميته ” كفاحي ” كعنوان أفضل للكتاب .. وهو ماكان ..
وقد اعترف الكثير من الساسة الأوروبيين أنهم كانوا فى منتهى الحماقة والغباء لأنهم لم يقرؤا هذا الكتاب ، او لم يقروؤه بالجدية اللازمة ، لأنهم أدركوا فيما بعد أن الكتاب ببساطة كان يضم كل خطط هتلر ورؤيته السياسية والاستراتيجية ، والتى نفذها حرفياً خلال الحرب العالمية الثانية !
زعامة تقترب من التأليه .. سُلطة مُطلقة .. ارادة ذاتية بمثابة قوانين للحزب الحاكم والدولة .. نظرة سياسية دكتاتورية شمولية كاملة .. عنصرية .. عرقية .. السيادة للأقوى .. حق القوة وليس قوة الحق !
هذه هي أفكار هتلر المجنونة التى وضعها على الورق فى كتابه الشهير .. والتى نفذها على ارض الواقع بعدها بعدة سنوات..
والمحصلة : أكثر من 60 مليون قتيل في أعنف حرب شهدها التاريخ الإنساني .. أي حوالي 2,5 % من إجمالي تعداد السكان العالمي وقتها !
هذا الكتاب من أكثر الكتب ذائعة الصيت والتأثير فى الوعى الإنساني ، خاصة إذا تعلق الأمر بالنظام السياسي والإداري وشؤون الحُكم ..
وعلى الرغم من سُمعته السيئة لدى الكثيرين من الناس بمُختلف ثقافاتهم ، خصوصاً مبدأ ( الغاية تُبرر الوسيلة ) التى أسسها ميكيافيللي ، والتى أصبحت مُرادفاً للإنتهازية على مر العصور .. إلا أنه يبقى تراثاً إنسانياً احدث نقلة هائلة فى نُظم الإدارة والحكم وتأسيس الدول ..
الكتاب تم تأليفه فى العام 1513 ، وصدرت طبعته الأولى فى العام 1532 ، أي فى فترة القرون الوسطى المُتاخرة .. وكان ميكيافيللي يهدف من خلاله نقل خبراته السياسية فى الإدارة والحكم إلى الأمير ( لورنزو دي ميديتشي ) ، ليعلمه كيف يصل إلى السلطة ويحتفظ بها..
فيما بعد تم الإعتماد علي على هذا الكتاب بشكل كبير من قبل الدول الأوروبية فى أساليب الحُكم والإدارة ، ولا يُمكن لأحد إلى يومنا هذا – حتى مُنتقدي الكتاب – أن يُنكر دور ماجاء فيه من نصائح وتوجيهات فى مُنتهى الدهاء والذكاء السياسي ، مازال حتى اليوم بعض الساسة ينتهجون هذه القواعد ، وتؤتى ثمارها على أفضل نحو ممكن !
الأميـــر .. كتاب غيّر نظم الحُكم والسياسة فى العالم أجمع بلا شك ..
غيّرها إلى الأفضل أو الأسوأ .. هذا الحُكم متروك لك أنت !
نبذة الناشر:كثيرون ممن يتحدثون عن عظمة الاسلام وعدالته ، وما أرساه فى الحياة الاسلامية من قيم ومفاهيم وتقاليد :يقفون به عند عصر الخلفاء الراشدين ثم يسكتون عما بعد ذلك من العصور كأنما خلت هذه العصور من كل فضل او انجاز. ولما كان التاريخ هو ذاكرة الامة واعداء الامة يريدون ان يمحوا ذاكرتنا التاريخية بحيث ننفصل عن ماضينا وننسى امجادنا ولما كان تاريخ كل امة مادة اصيلة فى تربيتها لابنائها ولا سيما اذا كانت أمة ذات تاريخ عريق ومجيد لهذا راى المؤلف ان يتصدى للكتابة عن تاريخنا وحضارتنا مستفيدا مما كتبه من قبل وما كتبه المحققون والمنصفون والمعتدلون منصفا تاريخنا وحضارتنا الثرية المعطاءة ممن قسوا عليهما وظلموهما أو افتروا عليهما بغير حق رادا كل قول الى قائله وكل نقل الى مرجعه مستفيدا من تحقيقات اهل العلم الثقات الذين محصوا الرويات ونخلوا الاقاويل وردوا المبالغات والتهاويل فكان هذا الكتاب القيم الذى نقدمه اليوم للقراء الأعزاء
نبذة الناشر:إن الصورة التي رسمتها التفسيرات الضيقة والأحادية الجانب ليسوع، هي صورة شخصية يهودية أحدثت انقلاباً داخل المؤسسة الدينية اليهودية، من خلال تعاليم ومواقف وأفعال عبرت عن تجاوز الموروث وقادت إلى تشكيل كنيسة مستقلة، على الرقم من بقائها إلى هذا الحد أو ذاك على ارتباط روحي بالتركة التوراتية، من خلال اعتبار كتاب التوراة عهداً قديماً للمسيحية وجذراً لها. المفكر السوري فراس السواح، يتحدى في كتابه الجديد هذه الصورة التقليدية ليسوع، ويرسم صورة وجه آخر للمسيح، وهو المسيح الجليلي الكنعاني الذي نادى برسالة إنسانية شمولية، جاءت منذ البداية في استقلال تام عن اليهودية وعن الوثنية التقليدية للمنطقة. فيسوع لم يتجاوز اليهودية من داخلها، وإنما سعى إلى تقويضها من موقع مفارق، وتأسست رسالته على قاعدة نقدية شاملة لليهود واليهودية، ولإله اليهود الذي ليس له سلطة على يسوع ولا على المؤمنين برسالته، على ما ورد في إنجيل يوحنا 14:30. اعتمد الكاتب في منهجه على مقاربة نقد-نصية، قرأ من خلالها نصوص الإنجيل بعيداً عن التفسيرات الرسمية كما اعتمد مقاربة تاريخية بحث من خلالها تاريخ الجليل، موطن يسوع، وتركيبه الثقافي والإثني، في محاولة للكشف عن أصول يسوع، وعن تكوينه الثقافي والديني. ثم أعطى بعد ذلك حيزاً للبحث في المسيحية الغنوصية، التي أسست لكنيسة واسعة الانتشار طرحت نفسها بديلاً عن كنيسة روما، وأحدثت قطيعة تامة مع التاريخ الديني اليهودي، وطابقت بين إله اليهود والشيطان.
"الثورة" هي التغيير الشامل الكامل لوضع قائم ما، ومن خلال هذه الصفحات يتحدث القصيبي عن مجموعة من الأحاديث الشريفة التي مثلت "ثورة" حقيقية على أوضاع جاهلية متخلفة في عدد من الميادين الرئيسية، ولعل الكاتب يذهب أبعد من ذلك في قوله أنها لا تزال تمثل "ثورة" حقيقية على الممارسات البالية في هذه الميادين في عدد من الدول الإسلامية، بل في معظمها. وجولة الكاتب القصيرة هذه في كنوز السنة النبوية ليست سوى دعوة يقدمها إلى باحثين آخرين ليقوموا بجولات أعمق وأوسع، تنتهي كلها إلى الهدف المرجو وهو أن يقتنع المسلمون الراغبون في الإصلاح، بقلوبهم لا بألسنتهم، أن في دينهم ما يغنيهم عن استيراد الإصلاح من الخارج، لو انتهت الانتقائية الانتهازية التي يمارس بها الدين في عالم المسلمين. هذا وإن جميع الأحاديث التي أوردها القصيبي في معالجته الفكرية هذه هي من الأحاديث المجمع على صحتها، حسب القواعد التي وضعها علماء الحديث، الموجودة في مظانها المعروفة. والمرجع المشار إليه هو الكتاب النفيس الرائع المسمى جامع الأصول في أحاديث الرسول، للإمام أبي السعادات مبارك بن محمد بن الأثير الجزري.
يقول القصيمي في مقدمة كتابه "هذي هي الأغلال" بأن التفاوت الذي هو واقع بين المسلمين وبين الأجناس والأمم الأخرى لا بد له من أسباب وعلل. لذا فهو يرى لهذه المسألة احتمالين أو فرضين من حيث النظر العام، أحدهما: أن يقال أن هذا التفاوت طبيعي في أصل التكوين وجبلة الفريقين. وثانيهما: أن يقال أنه تفاوت عارض له أسباب عارضة من الممكن علاجه ومن الممكن الشفاء منه. يفند القصيمي الشواهد على بطلان الافتراض الأول لينتهي إلى القول بأنه افتراض مفروغ من بطلانه وبأن الافتراض الآخر هو الصحيح الواجب المصير إليه، وعليه بنى القصيمي بحثه وكتابه الذي نقلب صفحاته. حيث يثبت في فصوله أن المسألة لا تعدو أن تكون تفاوتاً بعيداً في فهم الحياة وفهم سنن الوجود وفهم ما بين الأسباب والمسببات في ارتباط، وفهم الإنسان نفسه وفهم صلات الإنسان بالإنسان وصلاته بالوجود وفهم كل ما يقع تحت الحسّ والوجدان، وأن الحواجز والعوائق التي وقفت في سبيل المسلمين لا تخرج عن أن تكون عوائق معنوية نفسية اعتقادية حملوها أنفسهم فوهنت، ووضعوها في طريقهم فحادوا عن الطريق، وحللوا بها الوجود فلم يفهموه أو يعرفوه ولم يعرفوا حدوده وقوانينه، فتاهوا فيه وذهبوا إلى غير مذهب وسلكوا غير سبيل، فاعترض طريقهم من عرفوا الطريق وأخذهم بقوة سنن الحياة من علموا سننها. ويقول القصيمي بأن مهمته في هذا الكتاب أن يعمل على دلالة قومه بأن الله ذرأ خليقته وذرأ فيها بذور الكمال وذرأها مهيأة لأن تبلغ أقصى ما في الحياة من قوة ونجاح، والإنسان لا يستطيع أن يصل إلى غايته المرسومة إلا إذا أزيلت عنه العوائق والموانع، لذا فهو يدعو إلى رفع الأوهام والخرافات والقيود الذهنية والأغلال الاعتقادية التي تشكل جزءاً من الموانع والحواجز ليُنْظَر كيف يكون الإنسان.
عبد الله القصيمي هو من مواليد قرية تدعى "خب الحلوة" إلى الغرب من مدينة بريدة النجدية السعودية. ولد القصيمي في العام 1907، وقد عاش طفولة محرومة حيث نشأ بعيداً عن أبيه الذي غادر العائلة إلى الشارقة. إلا أن القصيمي نشأ مكافحاً، فرغم ظروفه الصعبة، لم يترك العلمن فسلك طريقه لتهيئ له الظروف من ثم الرحيل إلى القاهرة حيث التحق هناك وفي العام 1927 بالجامع الأزهر الذي كان يوجه حملة واسعة من عدد من المفكرين المصريين وعلى رأسهم الشيخ رشيد رضا ومجلته "المنار" وقد شارك القصيمي في هذه الحملة عندما ردّ بعنف على مقالات نشرها الشيخ يوسف الدجوي عام 1931 في مجلة "نور الإسلام" وفيها هجوم عنيف على الآراء الوهابية مثل مقالته "لتوسل وجهالة الوهابيين"، فأصدر القصيمي كتابه الأول وهو "البروق النجدية في اكتساح الظلمات الدجوية" وفيه نقض شامل لحجج الشيخ الدجوي، مما استدعى علماء الازهر إلى فصل القصيمي من الأزهر فأصدر على أثر ذلك كتابين يهاجم فيهما الأزهر بعنف واضح هما "شيوخ الأزهر والزيادة في الإسلام" وكتاب "الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم" وهو الكتاب الذي نقلب صفحاته والذي أكسبه شعبية واسعة في أوساط حركة التجدد الإسلامي. وفي عام 1936، جدّد القصيمي التزامه بالدفاع عن الدعوة الوهابية في كتابه "الثورة الوهابية"، ثم تابع حملته بالردّ على كتاب أصدره في سوريا العلامة السيد محسن الأمين بعنوان: "كشف الارتياب في اتباع محمد بن عبد الوهاب" وذلك في مجلدين من 1600 صفحة بعنوان "الصراع بين الوثنية والإسلام". وبالعودة إلى كتابه "الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم" الذي نسلط عليه الضوء نجده يقول بأنه إنما استعمل في كتابه من الشدّة ما يعتبر غضباً لله وغيره على دينه، وإن ما دفعه إلى هذا النقد القارص هو تهجم المتهجمين على خلاصة المسلمين, ورميهم بالعظائم وتهييج المسلمين عليهم لمآرب لا تخفى على ناقد، وهو يسأل القارئ ان يكون متجرداً عند قراءته لهذا الكتاب من الهوى والعصبية، ومؤثراً البرهان على المشايخ والآباء والعادات، غير ناظر إلا إلى الحق. وبالنظر إلى محتويات الكتاب نجد بأن القصيمي قام أولاً بشرح توحيد الألوهية والربوبية وبيان الفرق بينهما ثم أتبع ذلك بيان الشبهات على إشراك الكافرين في الربوبية وجوابها، والبراهين على إيمان المشركين بالله وبأنه خالق كل شيء، ثم الفرق بين توحيد الألوهية والربوبية وجوابها، والفرق بين التوحيدين وبرهانه، لينتقل من ثم إلى التحدث عن المسائل الكبرى التي زلت فيها مجلة الأزهر، وإبطال التوسل الأزهري إبطالاً إجمالياً، ليبين بعد ذلك من هم الخوارج، ثم ليعرض تلك المناظرة بينه وبين الشيخ الدجوي حول علو الله على عرشه مقدماً البراهين على علوّه تعالى، ومستشهداً من ثم بآراء طائفة من عظماء المصريين من التوسل، وعارضاً من ثم لخطاب الشيخين الدجوي والظواهري، ومتحدثاً في النهاية عن واجب المصريين الوطني والديني نحو الأزهر والأزهريين. نبذة الناشر:قال بعض الحكماء: لا يزال الناس بخير ما قالوا للمخطئ أخطأت وللمصيب أصبت، وكان أكثر ما دفعني إلى هذا النقد القارص هو تهجمهم على خلاصة المسلمين اليوم، ورميهم إياهم بالعظائم وتهييج المسلمين عليهم. أرجوك أيها القارئ أن تقرأ الكتاب متجرداً من الهوى والعصبية مؤثراً البرهان على المشايخ والآباء والعادات. غير ناظر إلا إلى الحق، وقد قال أرسطو: أستاذي صديقي والحق صديقي فإن تنازعا فالحق أولى بالصداقة، وعليك بالإنصاف فإن خلق الإنصاف من أفضل ما وهب الإنسان، وقلة الإنصاف تحدث في العلم فساداً كبيراً.
الناشر : دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
وصف
"قاهر الأرواح" كتاب في العلوم الروحانية دون فيه المؤلف ما عرفه عن هذا العلم، جامعاً فيه بعض ما جمعه السابقون، ومصرحاً به عن بعض ما كتموه من أسرار الجلب والتسخير، والمراد من هذا الفن معرفة مناسبة الأرواح البشرية مع الأرواح المجردة من الجن والاستعلام بهم عن الأحوال الجزئية الحادثة في عالم الكون والفساد المخصوصة بالمستقبل. والكتاب في أقسام، قدم لها المؤلف بمقدمة عامة عن شروط التنجيم والاستخدام والعمل، ذاكراً ما يتلى قبل أن يتحدث عن كيفية عمل الأحجبة. كما أفرد أقساماً قسم منها للأسماء الروحانية النافعة وهو يحوي عدداً من العزائم، وقسم آخر لتسخير الكواكب والخواتم الطلسمية وفي كيفية عن الخواتم، واستخدام ملوك الزمان واستخدام عامر المكان، وأعمال الجاه والقبول وقضاء الحوائج. وفي باب الأسماء الروحانية النافعة ينبه المؤلف إلى أن من الأمور التي تجب لطالب هذه العلوم أن يكون عارفاً بأسماء الملوك والرؤساء الروحانيين، و هم الذين يقسم بهم على الأعوان في الأعمال. وكلما كان مبجلاً لهذه الأسماء وعظم قدرهم. وهؤلاء الملوك هم: روقيائيل، جبرائيل، سمسمائيل، ميكائيل، صرفيائيل، غيائيل، كسفيائيل، ولكل يوم من أيام الأسبوع ملك مكلف به. ولجلب الرزق يذكر المؤلف طريقين أحدهما من خواص الأسماء البرهنية والثاني بكتابه وفق إضافة إلى بعض العزائم الخاص بجلب الأموال وجلب الزبون ولسرعة نفاق السلعة. وللأمان من السرقات، كما يقدم أحد عشر طريقة لعلاج المعقود وحل المربوط. وسبع طرق لبطلان النظرة والعين. وخمس طرق أخرى لإخراج الجن المؤزي في المكان أو الدار. ولعلاج العشق يتضمن الكتاب سن طرق نافعة إضافة إلى الكثير من العزائم لعقد اللسان وكلام الناس ولدفع الحشرات والدواب وغيرها من الأمور.
قال السيوطي في حسن المحاضرة:" رزقت التبحر في سبعة علوم؛ التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع.. ودون هذه السبعة في المعرفة: أصول الفقه، والجدل، والتصريف، ودونها: الإنشاء، والترسل، والقراءات، ودونها: الطب. والمتأمل في كتاب الوشاح يلتقي بالسيوطي المحدث الحافظ، واللغوي الباحث، والأديب الأريب، والطبيب البارع! كما يرى مدى الجهد إلى بذله في وضع الكتاب من خلال العودة إلى عدد كبير من المؤلفات في مختلف الميادين، كما يلاحظ براعة تلخيصه من الذين نقل عنهم. والكتاب يضيف إلى ما نشر عن مكتبة السيوطي، أثرا أدبيا وعلميا يلقي الضوء على معارف عصره ونظرتهم الطبية، وهو إلى جانب ذلك يمتع ويفيد القارئ العادي، كما يمتع ويفيد المتخصص في علم من العلوم التي حواها الكتاب. نبذة الناشر:الإمام السيوطي، الفقيه الشافعي هو عالم وأديب موسوعي، أحاط عقله بعلوم عصره، وسطر قلمه آلاف الصفحات في مختلف الموضوعات، من التفسير، والقرآن، والحديث، والفقه، والأصول، إلى اللغة، والبيان والأدب والتصوف والتاريخ والتراجم.. حتى قارب نتاجه الألف كتاب ما بين رسالة صغيرة وكتاب يبلغ عدة مجلدات. وليس غريباً أن نجد السيوطي مفرداً للجنس والمجون عدة مؤلفات، بل الغريب أن لا يتناول هذه الموضوعات، وهو الذي اختصر وصنف في مختلف الموسوعات، كما ذكرنا، وفي عصر كثرت فيه المصنفات المتعلقة بالباه، وقد اطلع هذا العلامة الجليل على ما صنف في ذلك، فأبى إلا أن يشارك فيه مخلصاً ومصنفاً.
لقد رفض الفكر الغربي منذ بداية العصر الحديث كل منهج قبلي وكل معطى سابق، واكتشف زيف كثير من المسلمات السابقة، وبذلك جعل طريق معرفته الوحيد مبنياً على التجربة، مستبعداً كل معرفة ما ورائية ومؤمناً بالمعرفة الإنسانية وحدها، ولم يثن هذا الفكر عن مسيرته محاولات الكثيرين للدفاع عن المعرفة الإلهية عن طريق الحدس أو العقل البديهي. وبذلك جعل الطبيعة مصدر معرفته والميدان الخصب لتقرير ما يعتبره الحقيقة وبهذا كشف سطحية وزيف الكثير من المعطيات التي كانت تعتبر مقدسة في حياة الشعوب، وكل ذلك ضمن مناهج علمية تستهدي بالحقيقة وحدها دون تهيب أو خوف من آراء وتيارات تستسلم بِدَعة إلى خرافات وأساطير وقيم قديمة عفى عليها الزمن، وبدون أن تترك ميداناً من ميادين المعرفة الإنسانية المترابطة بمعزل عن البحث والاستقصاء. من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يتناول المؤلف من خلاله تاريخ المعتقدات والأفكار الدينية، مناقشاً جدلية المقدس وذلك عبر تحليل مظاهر المقدس في نظام تسلسل تاريخي دون خلطه بين "عصر" المفهوم الديني مع أول وثيقة تثبته. ومن جهة أخرى، وفي المعيار الذي يسمح به التوثيق، أكد المؤلف وبإصرار على الأزمات في عمقها، وبخاصة على الفترات الخلاقة لمختلف التقاليد، وباختصار، لقد حاول المؤلف في كتابه هذا توضيح الإسهامات الرئيسية في تاريخ الأفكار والمعتقدات الدينية.
نبذة الناشر:التطور فى مواجهة قضية الدين متناولاً المفهوم الغربى للتطور وأسبابه ونتائجه فى الحياة الغربية، والمفهوم الإسلامى للإنسان وطريقة الإسلام فى معالجة الثابت والمتطور فى حياة البشرية، والموقف الراهن للحضارة الغربية وللإسلام، وما يحمله من دلاله لمستقبل البشرية.
هذا الكتاب "مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب" هو من أجل كتب الحديث، وقد ألفه عالم من أكابر علماء السنة النبوية المطهرة وهو الإمام الطبراني المشهود له بالعلم والعمل. والطبراني في هذا الكتاب الفريد "مقتل الحسين" يورد من آثار السنة وكنوزها ما خفي عن العلماء، ناهيك عن العامة. ومعظم رواة الأحاديث في هذا الكتاب هم من الثقات كما سيتضح للقارئ وعن مراجعته الهوامش التي نقلها المحقق عن مشاهير علماء السنة. وقد ألحق الكتاب بفهارس منوعة كفهرس رواة وشيوخ المؤلف، وفهرس الآيات القرآنية، وفهرس الموضوعات المفصل، وهو فريد من نوعه، وفهرس الأعلام والجماعات والقبائل، وهو بمثابة تراجم لأعلام الكتاب رجع فيها المحقق إلى الكثير من كتب التراجم.
يجمع هذا الكتاب كسر وشظايا المعتقدات الأمورية من خلال الأساطير والآلهة والطقوس واللاهوت والشرائع ويرسم لنا لوحة نادرة وعريقة لواحدة من أقدم معتقدات العالم القديم. الأموريين هم أول وأقدم وأضخم مجموعة سامية-كما يقول المؤلف-ومنهم ظهرت المجاميع الكنعانية (الشامية) والآرامية وتعتبر عقائدهم وآلهتهم الجذر الأكبر للعقائد والآلهة السامية. يحاول المؤلف الكشف عن ماضيهم الروحي وينحت لنا شجرة وارفة لآلهتهم ومعبوداتهم القديمة. لا نعتقد بأن هذا الكتاب مهم للغاية فقط، بل هو نادر جداً في موضوعه، ولعله الأول من نوعه في المكتبة العربية والأجنبية أيضاً.
الناشر : دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع
وصف
أمست الفلسفة موسّعة، عالمية، كونية، شمولانية، فهي تهتم بـ "ماهيات"، و"قوانين" هي الأعم والأشمل في التفسير والتغيير. إنها تتساءل حول: "الحياة، الطبيعة، الروح، العقل، المصير، المعنى، الزمان، الحقيقة، الذات، الهوية، التناهي، الألوهية، المادة، الشر، اللامتناهي...؛ وهذا التساؤل لم يبق محكوماً بالخطاب اليوناني العربي - اللاتيني، ولا هو مقيد بمسبقات الفلسفة الغربية ممثلة بكانط أو هيغل، نيتشه أو هايدغر.. فخطاب الهندي أو الصيني، على سبيل الشاهد، غدا مرغماً على الإدلاء بتحليلاته وأحكامه، نظرياته و"منطقه" وقيمه..، وغدونا "مرغمين" على الإنصات إلى خطابه وموقعه، أسئلته ومقاصده، مجالاته ومحاوره، قيمه وإيديولوجياته، ماورائياته وطرائقه ونصه. لقد صارت الفلسفة شمولانية. إنها تتسع لكل الأمم، وتتأسس على علم "العلل الأعم والأشمل" على "الماهيات" التي لا تنفرد بها ثقافة، أو لغة، أو دين؛ أو تارة صارت فكراً كونياً، ديموقراطياً، وخطاباً ينظر في البشرية، ومن أجلها ولمستقبلها. ولا غرو، فعندنا، قد تخلت الفلسفة عن أن تكون متمركزة حول مركز هو العقل اليوناني، أو العقل الأوروميركي، أو اللغة والحضارة والعقلانية كما التاريخ والوعي والحرية في أمم محدودة مركزانية الرؤية، أو أحادية البعد وغير مقرة للآخر بحقه في أن يكون كفوءاً مساوياً وأخاً حرّاً مشبع الانتماءات والحقوق أو مشبع الدوافع الأساسية والحاجات الحضارية. من هنا يمكن القول بأن القول الفلسفي، في مدرسته العربية، قول عقلاني شمولاني يتجاوز المركزانية الأوروبية في التأرخة وفي الإنتاج للفلسفة والفكر والحضارة، ويتخطى العربي "الغربي" المتحور حول تخيلات أو أظنونات بأنه المحتكر للحقيقة، والأقدر الذي أعطى معنى للوجود والزمان والصيرورة، للذات والتاريخ والمعنى. وبحكم ذلك، أي انتهاضاً وتأسساً، فالقول الفلسفي هذا يفتح الفلسفة على كل ثقافة، وعلى كل أمة، أو دين، أو لغة، يلي ذلك، أو يتدفق معه ويرتبط به، انفتاح هو على العملي، والجماهيري، والفكر المستقبلي النزعة، والبشرية قاطبة.. فالجوع والاستبداد والظلم المعضلة السكانية ومشكلات البيئة والعولمة، ثورات العلم ومستلزماته الأخلاقية والآدابية، كل هذا، بات يدفع إلى إعادة صياغة الأسئلة الفلسفية، وإشكاليات الفكر الاستراتيجي، تفيوءاً لإعادة بناء الإنسان، والإنساني فيه، على نحو متناقح مرن، متعدد الأبعاد والتكيف، غير مقلّص إلى الامتلاكي والخوائي، العلمي، والتقاني، الجسدي والارتقابي، الأحادي والنهائي، اللامؤنسن وغير المتواضع، البلا معنى والبلا وجه، اللاقيمي. في هذا الإطار يأتي هذا الكتاب "ميادين المدرسة العربية الراهنة في الفلسفة والفكر.. وهو الحلقة السادسة من مشروع الدكتور علي زيعور "الفلسفة في العالم والتاريخ وللمستقبل" والذي يودّه أن يكون أداة تدبر، متحركة ومنفتحة، في مجال المدرسة العربية الراهنة في الفلسفة. وقد عرض الدكتور زيعور في أعمال سابقة له لمجال تلك المدرسة وأسئلتها؛ ثم للنظريات الفلسفية المتصارعة والمذاهب المتحاورة في نطاق الفكر العربي الراهن وإشكالياتها، لطرائقها ووظيفتها، تثميراتها وطموحاتها.. وفي هذا الكتاب يعرض المؤلف إلى شخصية المدرسة العربية الراهنة في الفكر والفلسفتين العملية والنظرية، ومن ثم يبين ميدان رهانات ومشاريع وأسئلة تلك المدرسة مختتماً تلك الدراسة بباب تحليلي حول ثورة وصياغة مستجدة للإنسان والعقلين وحول حقوق المجتمع والوطن والمسكونة.
يقول موريس بوكاي في مقدمة كتابه بأن الإسلام قد اعتبر دائماً، كما فعل القديس أوغسطين بالنسبة للتوراة، أن هناك اتفاقاً بين معطيات الكتاب المقدس والواقع العلمي. وأن دراسة نص القرآن في العصر الحديث لم تكشف عن الحاجة إلى إعادة النظر في هذا. لأن القرآن يثير وقائع ذات صفة علمية، وهي وقائع كثيرة جداً، خلافاً لقلتها في التوراة، إذ ليس هناك أي وجه للمقارنة بين القليل جداً لما أثارته التوراة من الأمور ذات الصفة العلمية، وبين تعدد وكثرة الموضوعات ذات السمة العلمية في القرآن، وأنه لا يتناقض موضوع ما من مواضيع القرآن العلمية مع وجهة النظر العلمية، وتلك هي النتيجة الأساسية التي تخرج بها الدراسة التي عالج المؤلف خلالها موضوع الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة. وسيرى القارئ كما تبين للمؤلف في نهاية الكتاب كيف أن الأمر يختلف تماماً فيما يتعلق ببعض الأحاديث ظنية الثبوت لا يمكن قبولها علمياً، غير أن هذه قد خضعت لدراسات جادة اتباعاً لمبادئ القرآن الصريحة التي تأمر دائماً بالرجوع إلى العلم والعقل اللذين يسمحان للناقد بنفي صحتها على ضوء حقائق القرآن. والدراسة المعنية في هذا الكتاب تختص بما تنبئ به الكتب المقدسة فيما يتعلق بالظاهرات الطبيعية المتنوعة الكثيرة، والتي تحيطها تلك الكتب بقليل أو بكثير من التعليقات والشروح. ويلاحظ المؤلف بأن الوحي القرآني غني جداً في تعدد هذه المواضع وذلك على خلاف ندرتها في العهدين القديم والجديد. حيث قام أولاً بدراسة القرآن الكريم، وذلك دون أي فكر مسبق وبموضوعية تامة باحثاً عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث، وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي استطاع تحقيق قائمة أدرك بعد الانتهاء منها أن القرآن لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث، وبنفس الموضوعية قام المؤلف بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل، أما بالنسبة للعهد القديم فهو يقول أنه لم تكن لديه حاجة للذهاب إلى أبعد من الكتاب الأول، أي سفر التكوين، فقد وجد مقولات لم يتمكن من التوفيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخاً في عصرنا هذا، وأما بالنسبة للأناجيل فيقول أنه يكاد يفتح الصفحة الأولى منها حتى يجد نفسه دفعة واحدة في مواجهة مشكلة خطيرة، ويعني بهذا شجيرة أنساب المسيح. وذلك أن نص إنجيل متى يناقض بشكل جلي إنجيل "لوقا، LUC"، وأن هذا الأخير يقدم صراحة أمراً لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الأرض، هذا ما جاء في قسمي الدراسة الأولين، أما القسم الثالث فسيجد فيه القارئ أمثلة توضيحية لتطبيق العلم على دراسة أحد الكتب المقدسة، وهو تطبيق لم يكن ليتوقعه الإنسان، كما سيجد القارئ في ذلك بياناً لما قد جاء به العلم الحديث الذي هو في متناول كل يد من أجل فهمٍ أكمل لبعض الآيات القرآنية التي ظلت حتى الآن مستغلقة أو غير مفهومة. ويقول الباحث أن لا عجب في هذا إذا عرف أن الإسلام قد اعتبر دائماً أن الدين والعلم توأمان متلازمان. فمنذ البدء كانت العناية بالعلم جزءاً لا يتجزأ من الواجبات التي أمر بها الإسلام. وأن تطبيق هذا الأمر هو الذي أدى إلى ذلك الازدهار العظيم للعلوم في عصر الحضارة الإسلامية، تلك التي اقتات منها الغرب نفسه قبل عصر النهضة في أوروبا. وأن التقدم الذي تمّ اليوم بفضل المعارف العلمية في شرح بعض ما لم يكن مفهوماً، أو في شرح بعض ما قد أسيء تفسيره حتى الآن من آيات القرآن، ليشكل قمة المواجهة بين العلم والكتب المقدسة.
تبيّن للدكتور يوسف القرضاوي من خلال تجربته العملية، والممارسة الميدانية، مع عوام الناس ومع مثقفيهم، ومع الغافلين منهم، ومع العاملين في الجماعات الإسلامية المختلفة، وأن الجميع أفقر ما يكونون إلى تربية إيمانية صادقة، تغسل قلوبهم من حبّ الدنيا، ومن حبّ أنفسهم، وتأخذ بأيديهم إلى الله تبارك وتعالى، وبعبارة أخرى هم بحاجة إلى "التزكية" للنفوس، وهذه لا سبيل إليها إلا بالحياة الربانية النقية التي ترفعهم في حضيض عِبَاد الشيطان، إلى ذُرا عباد الرحمن، إنهم في حاجة إلى الصدق مع الحق والخُلق مع الخَلْق، وهذا ما لخص التصوف، أو هو تقوى الله والإحسان إلى خلقه، وهذا هو الدين كله. دوّن القرضاوي هذا الكتاب والذي هو الأول من سلسلة "في الطريق إلى الله" وفيه يحدثهم عن الحياة الربانية والعلم وهدفه أولاً ردّ التصوف إلى جذوره الإسلامية، مستنداً إلى محكمات القرآن الكريم وصحيح السنة المطهرة. وثانياً: أن ينقي التصوف الحق مما علق به من شوائب كدرت صفاءه، وشابت جوهره، مما تأثر به من مصادر أجنبية غريبة عن طبيعة الإسلام ووسطيته. لا تزال الإشكالية قائمة بين العبادة كأرقى علاقة بين المخلوق والخالق، والعلم كوسيلة للتعامل مع المحيط المادي الذي وجد فيه الإنسان، وقد عمل أولئك الذين يحاولون تغييب الجانب الأول وإلغاء أهميته في إدارة الحياة على توسيع الهوة. فشمولية العبادة واتساع عمل العلوم وتعدد وسائلها ونتائجها وعدم وجود حدود فاصلة بينها يجعل العلاقة شديدة التوتر فيستدعي ذلك وجوب هيمنة أحدهما على الآخر. فهل باستطاعة الدين حل جميع مشاكل الحياة أم أنه مجرد وعظ وإرشاد لا تتسع آفاقه لغير ذلك؟ ثم لماذا لا نخضع الدين ومقولاته للعلوم وتجاربها؟ ومن ناحية أخرى هل تستطيع العلوم حل جميع الأزمات الإنسانية؟ ألا توجد عوالم يعجز العلم على ارتيادها أم أن هذه مقولة أولئك المتمترسين خلف الدين؟ كذلك لماذا لا نجد حلاً وسطاً يتم بموجبه التوأمة بين العلم الدين كأساس لتكامل الأرض مع السماء، والمادي مع الغيبي، والمعاملاتي مع الأخلاقي، والمحدود باللامحدود؟ وما الفرق بين نتائج العلم الخاضع للضوابط الشعرية ونتائج العلم المحلل من جميع الضوابط؟ وما موقف كل منهما من الآخر وكيف صاغ الإسلام رؤيته إلى العلم؟
"أدب الدنيا والدين" موسوعة أدبية تربويَّة اجتماعية لطيفة، حشد مؤلفها فيها ما حوته بطون الكتب القديمة من آيات كريمة، وأحاديث شريفة، وحكم وأمثال، وأقوال بليغة للصحابة والتابعين والعلماء والأدباء والشعراء المشهورين، في موضوعات الأدب والأخلاق وفنَّ التعامل مع الآخرين في مختلف شؤون الحياة. وصاغ ذلك كلَّه بأسلوب عربي مبين شائق، ينبَّه المسلم الواعي إلى حقيقة الدنيا والآخرة ليجمع بين الفكر والعقل والعمل، ويبتعد عن تحكيم العواطف والشهوات. وصنَّفه أبواباً وفصولاً تسهل على القارئ استيعابه والاستفادة من درره وجواهره، وزادت في يسره وسهولة استيعابه الشروحات المستفيضة التي أضافها المحقق، والفهارس الجديدة التي ذيَّلت بها هذه الطبعة المحققة على مخطوطات عدة، والمراجعة على طبعات الكتاب المختلفة. إنه كتاب مميز استطاع مؤلفه أن يوضَّح فيه المقصود من الحديث الشريف (أعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً) بأسلوب قلَّ نظيره، يجعل قراءته ممتعة ومفيدة في آن واحد.
ما هي حقيقة التَلمود؟ وما هو أثره الدّيني والأخلاقي في معتقدات الجماعات اليهوديّة وسلوكها عبر التاريخ؟ ما هي تعاليمه، وعلامَ تشتمل أجزاؤه الكثيرة ومفرداته التي تصل إلى 2.5 مليون كلمة؟ ماذا يعرف المثقف العربي عن هذا الكتاب؟ أليس من الغريب أن يكون كل ما كُتب عنه في العربية (على قلّته)، كما يرى الكاتب الهندي ظفر الإسلام خان: "مجرد تكرار لكتاب شعبي قديم، هو: الكنز المرصود في قواعد التّلمود"؟ وما مدى دقة رؤية الباحث المصري عبد الوهاب المسيري في موسوعته الشهيرة: "والواقع أن التّلمود ليس من الكتب الباطنية، أو تلك التي تحيط بها هالة من السرية والغرابة والإخفاء، كما يتوهّم السّواد الأعظم من النّاس"؟ ما سرّ التطابق المذهل بين مرويات "أجَداه" التَلمود، وبين "القَصَص" في تراثنا الإسلامي؟ ولماذا عجز العرب تماماً عن ترجمة هذا الكتاب، الذي له من العمر ما لا يقل عن 19 قرناً من الزمان؟ ثم كيف يتسنى للقارئ العربي الإطلاع على نصوصه المعقدة في العبادات والعرفانيات، بين مصطلحات التوحيد والحُلوليّة والغنوصيّة ومُعمّيات القَبالاه والزُوهار، ونظرته لــ"الجوييم" أو "الأخيريم"؟ أسئلة كثيرة وتساؤلات أكثر وأعمق وأخطر تبرز بين السطور والحواشي، في هذا الموضوع إلهام المرتبط وثيقاً بالتراث الديني لمشرقنا الأدنى، كحلقة أساسية منه لا يسعُنا جهلها أبداً!
إن الإسلام رسالة قيم وأخلاق في الدرجة الأولى، حتى صح عن النبي (صلى الله عليه وسلم) إنه قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" فحضر رسالته في هذه المهمة الأخلاقية، ولا غرو أن ربط الإسلام الأخلاق بالعقيدة، حتى نفي الإيمان عمق لا أمانة له، وعمن بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع... كما وربط الأخلاق بالعبادات والمعاملات وربط الحياة كلها بالأخلاق، فلا انفصال بين العلم والأخلاق، ولا بين السياسة والأخلاق، ولا بين الاقتصاد والأخلاق... ومثل الأخلاق: القيم، سواء أكانت قيماً دينية ربانية، وعلى رأسها الإيمان بالله تعالى، وبرسالاته، وبالجزاء العادل في الآخرة، وما يثمره هذا الإيمان في قيم أخرى مثل حب الله تعالى والرجاء في رحمته... وهذا البحث عن "القيم والأخلاق في الاقتصاد الإسلامي" وعن أهميتها ومكانتها وتأثيرها في مجالات الاقتصاد المختلفة من إنتاج واستهلاك، وتوزيع وتداول، جاء خصيصاً ليبرز للقارئ أن ما يميز الاقتصاد الإسلامي عن غير من مذاهب الاقتصاد الوضعي: انه اقتصاد قيم وأخلاق. وهو بحث موثق بأدلته عن القرآن والسنة وآراء علماء الأمة وأئمتها الراسخين. هذا وقد التزم مصنف هذا الكتاب ألا يستدل فيه إلا بأحاديث صحيحة أو حسنة، إذ لا حجة في غيرها، وهذا ما اقتضى منه أن يبين درجة الأحاديث، وإسنادها. هذه الدراسة تبحث في الاقتصاد الإسلامي، ولكن من منظور الأخلاق والقِيَم، وأهميتها ومكانتها وتأثيرها في مجالات الاقتصاد المختلفة، من إنتاج واستهلاك وتوزيع وتداول، وتبين أبرز ما يتميز به الاقتصاد الإسلامي عن غيره من مذاهب الاقتصاد الوضعي.
0 coment�rios: